الأربعاء، 20 فبراير 2013

مجرد فكرة (قصة قصيرة)



قصة من وحي الخيال العلمي والأدبي والفن المعاصر والتشكيلي والتراجيدي والعالم المحيط والوضع المحلي والاقليمي والدولي وقفزة فليكس وآخر اخبار وكالة ناسا والقرود المرسلة الى الفضاء الخارجي .... ما كان سوى رجل بسيط سقط ارضا نقل الى المستشفى وبعد لحظات توفي في اسطنبول ... وبعد الدفن واخذ واجب العزاء ... صرحت السلطات التركية ان الرجل مات اثر عملية اغتيال مدبرة من ايران ونفذتها جماعة من حزب الله وان الحادث نتيجة دس سم افغاني شديد الفعالية في مشروب القهوة ... ولم تنفك كل وسائل الاعلام العربية والتركية والعالمية بتغطية الواقعة بمزيد من الحزن والألم الاسى على بشاعة الفعل المجرم والقائمين خلفه.

في صباح اليوم السابع على واقعة الاغتيال وبينما الزعيم اوغلو يتصفح الصحيفة ويستمتع بالقهوة الصباحية على تلة محاذية لمنظر صواريخ الباتريوت وإذا بهاتفه يرن تناوله وتكلم وإذا باردوغان ينهال عليه بقفة من الشتائم ليدرك اوغلو ان تقرير المستشفى تؤكد ان الرجل مات مسموما بسبب تناوله لوجبة هامبورغر من مطعم شهير وان المصير على المحك .

ما هي الا دقائق حتى كان اوغلو قد طار الى اردوغان يتدارسون كيفية الخلاص من هذا كله لم يفرغا من التفكير بعد حتى رن هاتف اردوغان انها صاحبة الاوامر العاليا اوباما على الهاتف ... المطلوب السكوت وإغلاق الملف او اعادة ترتيب الاوراق من جديد .. وصرخ اوباما سنزيل الباترويت ان لم تسكت!!! صرخ اوباما سنؤجل قضية دخول الاتحاد الاوروبي عقدين اخرين !!! سنحرك كافة قوتنا لصالح قضية الارمن !!! والاهم سنعيد ترتيب اوراق المنطقة فزوج موزة ينتظر بشغف فرصة.

ارتعد اردوغان وارتعد معه اوغلو ما الحل ؟؟؟ وفجأة لمع الحل في ذهن اردوغان الذي خسر  5 كيلو غرامات بسبب تأنيب الضمير على التسرع في الحكم ... الحل لا مجال لإزالة البارتريوت ... ...... قرر زيارة المخيمات السورية على الحدود التركية وتوزيع بطانيات تركية اصلية عليهم .. ثم الذهاب الى غزة ومساعدتهم ماليا واخذ هدية قيمة لزوجة اسماعيل هنية ... وان يمر على مرسي ويعينه على ما بلاه الله به من فوضى ... سيتصل هاتفيا بزوجة بلعيد ويدعوها للإقامة في انقرة وترك تونس وتأمين منصب رفيع لها في شركة او مؤسسة ما وسيستقدم امهر الخبراء في المسألة الكردية ليسيروا في مشروع ترميم الخلاف التركي الكردي  ... ثم سيزور لبنان ويتغدى عند نبيه بري وخلال جولته هذه سيقرأ الفاتحة بعينيين دامعين خاشعتين  على ارواح من يموتون في البحرين والعراق ... وسيختم جولتة الصفح الانساني هذه بتهنئة قلبية حارة الى احمدي نجاد والمرشد بعيد نيروز سعيد !!!

بعدها سينام اردوغان مرتاح البال والضمير وسيدعو الله ان يعينه على حمل هم الامة ....



سمر عزريل 
20 /2 /2013 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق