الجمعة، 18 يناير 2019

نص مصاب بالانفصام


نص مصاب بالانفصام


على الأرض يجلس شباك الغرفة مغلق، رائحة الطعام، صوت الثلاجة، قناة الأخبار ذاتها تعيد الشريط كل ساعة، مقتل الصحفي، سقوط القيادة في الوحل، صوت الآذان ومازال صديقنا يحرك قدمه يمينا ويسار، هو بحاجة الى هواء بارد رطب محملا بالمطر.

الشارع الضيق كضيق صدر صديقنا، ما هذا الملل، أصوات الروح ومحادثات العقل ومازال القلق والألم يعتصر  جسده، هي اشبه بغرفة العلاج الاشعاعي، حيث يظن المريض أن المرض سيقضي عليه، لو ان الوقت يترجل من مكانه ويتيح له وقتا لذاته لقلبه لعقله للهواء النقي، بلا تفاصيل مزعجة بلا صخب العالم هذا.

يسرع الى شباك الغرفة الصغير، يفتحه يتنفس هواء جديد يطيل النظر لا يرى سوى الجدران، يترضع يريد ان يرى شجرة واحد حرة لا تحبسها الجدران، لا يرى يغلق باب الشباك ويهبط إلى الأسفل، محني الهامة وهو يجر جسده وقد حنى كتفيه، يعود الى مربعه الضيق يتنفس ذات الهواء يبتسم معلنا هزيمته.


كتب النص في شهر تشرين الثاني من عام 2018 وأقوم الآن بنشره