الجمعة، 26 سبتمبر 2014

جهاد حسان "ابو نعيم" وسلفيت بلا هيبة رجالها


عيـد الفدائـي المؤمـن ببـذل  المزيـدهدفـه الشهـادة أو بلـوغ  الإنتـصـار
الـعـيـد لفلسـطـيـن  عــهــد  جــديــدوتـجـمـع شعـبـهـا بـعــد  الإنـتـشـار
وتوحيد شعـوب العـرب اكبـر  عيـدونعيـش فـي أجمـل وطــن  احــرار
لـو يسألـو شـو العيـد يـا إم  الشهيـدبتسمع جواب وصدى يهدر من بعيد

* الثار ثم الثار ثم الثار

ليس سطرا قصيرا في حكاية فلسطين، هو سطر طويل جدا سطر يقف شامخا أمام قصور الذاكرة عن الابقاء على حيز الوجع ذاك عند رصد الواقعة، كل ما أذكره أن كل البلدة هرعت تبكي ووشحها السواد في يوم 26/9/2004 فجهاد حسان استشهد، عمي أبو نعيم، كلنا نعرفه بانه منا، كلنا نحكي عنه، كلنا خبأنا الكلام عنه سرا لنحميه لانه كان من رواد الجبل وعشاق البندقية.

 جهاد حسان الآن شهيدا، اغتاله الالة الجبانة لم يعد موجوداً ليحكي، لكن سلفيت كانت تحكي، عين الباطن كانت تحكي، المنطقة القريبة من وادي الشاعر التي احتضنته لأعوام من المطاردة اليوم شاهدة على السطر الموجع في الحكاية، لقد مات أبو نعيم، فارس الكتائب، لم يكن أبو نعيم يعشق اي شيء أكثر من الأرض التي التحم معها فنام على الحصى والحجارة وقضى الليالي في المغارة، واعتاد أن يشغل الصهاينة ويواجههم ثم ينسحب بسلام.

كانت سلفيت حزينة بائسة، وهي كذلك حتى اليوم، فارس الكتاب كان يحاول أن يرمم هيبة سلفيت الضائعة بأعماله البطولية، أن يرمم بهاء تلك البلدة التي تماهت في شكل غائر من الانفصام عن موقعها الفلسطيني  كإحدى القرى والبلدات الفلسطينية التي تواجه يومياً عمليات استباحة للأرض والمياه والمكان بوقاحة وغطرسة مستعمر لعين، بات مقتنعا أن هذه البلدة آمنة خضراء.

 غاب جهاد حسان كما غاب من قبله رياض وعبد المنعم وياسر، غاب جهاد حسان ليلتقي برفاقه الأبطال الذين شهدوا دائما مواجهات طاحنة مع الصهاينة في احياء البلدة القديمة، ذهب ليخبر رياض وعبد المنعم أن البلدة القديمة اشتاقت لفتيتها الذين ما إن اشعلوا الاطارات وصعدوا على قبب البيوت حتى تأكد الجنود في الجيب العسكري أن اليوم ليس يومهم.

جهاد حسان فتى الانتفاضة الأولى، ورفيق فتية القناع الأسود، الفتية الذين لطالما تقاسموا الخطط والحجارة والملابس والأقنعة ليربكوا العدو في كل مواجهة خاضوها معه خلال الانتفاضة الاولى، كبر  جهاد وأصبح قائد كتائب شهداء الاقصى في سلفيت، وكما هو كبر حلمه بالشهادة كبر وكبر وتحقق، أوجع الكل برحيله، ونامت سلفيت بثوب الحداد، لم تكن تعلم أنها ستنتظر ما يزيد عن عشرة أعوام ليحضر جهاد حسان ويحاول أن يعيد لها هيبتها ويحميها من أرقها الطويل.... متى سيعود جهاد حسان لتستريح.


يا عمنا الشهيد البطل الى روحك السلام... ومش رح انسى صرخات ستي صفية عليك لما صرخت وقالت يا حسرتي عليك يما قتلوك يا بطل قتلوك ... سلم على طارق يما سلم عليه.

سمر عزريل 
26-9-2014.


* ملاحظة هذا المقطع الشعري من قصيدة الراجح السلفيتي (لو يسألوا شو العيد).

الخميس، 25 سبتمبر 2014

مقترحات برائحة البارود



هناك حيث استوطن كل شيء يخص الدولة حتى كاد الكل يشعر أن لويس الرابع عشر سيعود ليلقي خطابه مبتدئً بجملته الشهيرة "أنا الدولة والدولة أنا ", وكالجغرافيا المتخيلة تماما سيسهم هذا النص في اضفاء جغرافية خيالية عن مهارات التعلم في معهد الطابق الأخير في مبني سعيد خوري. ( النص هزيل ومن وراء القصد).

المقترح الذي تتسلل منه رائحة البارود، على أعلى الصفحة اقتباس من الحلاج، وفي الهوامش يخلو التوثيق من سلامة القواعد ومن ادوارد سعيد!، نظرية اللعبة غائبة إلى حدا ما، استراحة محارب أم حرب النوعية العادية من الطلاب هذه؟

الطالب العادي، هو المعادلة البسيطة ولسنا بحاجة إلى انطاق المقام للتعرف عليه، إنه الطالب الذي يوفر قسط العام الدراسي من كده اليومي، يوفر القسط دينارا دينارا، ويأتي من بلدته الصغيرة أو سكنه لينضم الى زملائه الدبلوماسيين وزميلاته الحسناوات، حيث يتقن الجميع الدعس على أعقاب سجائرهم بأحذيتهم، والاختيال تفاخرا بآخر رحالاتهم في وظائفهم الى بلاد الله الواسعة، هذا إن كان في تلك البلاد متسع لأغاني الحصاد، والمهتمين بحالة الطقس في أيلول انتظارا لموسم قطف الزيتون.

معنى القهر؛ أن تنهض يوميا بهمِ إضافي، لأن الفكرة أصبحت أوسع من ذي قبل، لغتك هامشية أو مبهمة ما بال قواعد النحو اختلفت من  زمن لآخر من مكان إلى آخر.

واضحة قواعد اللغة وغامضة في النص المقتبس، في الاستراحة سيهرع الكل لأحاديثهم الجانبية، والوجع يكسر عظام الفكرة في كل شيءٍ، فهذه المرحلة غير معتمدة على فكرة ركوز الدولة، أو نظريات التبعية، أو نظرية ماركس.

كل ما نريد مساحة لنكتب ما نريد ما نشعر به ما يعنيننا، أن نكتب عن الحكايات المعمدة بالدم، عن الوجع الخالص بلا سموم الابتسامات والنفاق الذي نهش جسد الكلمات فأضحت السياسة الخارجية أعلى مراحل العلم، يا لينين بركاتك.

عن ماذا نحكي، عن الورق الذي ضل رائحة البارود، عن الورق الذي لا يحمل سر توقيت الضغط على الزناد في فلسطين، فلسطين العربية، نتحدث عن الكلام الذي تلاشت فيه هموم الفلاحين وأحلام الثائرين وصرخات أبطاله، عن الكلام الذي لا يحمل في طياته حكايات الإطارات المحترقة، لا يحمل فيه حكايات الناس الفلسطينيين، لا يحمل شيء سوى الصورة المعكوسة لكلام يبدأ بالتنظير وينتهي بالكارثة وجملة على رؤوسهم الطير.


المطلوب، لا نريد المساحة الحرة، والحرية هناك كذبة، لعنة، الحرية هنا أطروحة للنقاش في ظل سياسات العولمة، الليبرالية، الواقعية، الاستشراق، الحلم بسيط جدا، كلام يعني ذلك البسيط الذي تؤثر في مصيره حالة الطقس أكثر من كل نظريات العالم المتمدن، مقطع من مرثية الحلاج لنفسه، مقطع يهمش ادوارد سعيد، 30 ورقة بلا ذكر اسم محمود درويش، دراسة للمأساة دون الرجوع إلى ايلان بابيه، وبني موريس، حيز لا تكون قواعد اللغة فيه صارمة حد الضجر من المدققين اللغويين، لا نريد سوى مساحة لا تستنزف طاقتنا لنكره فلسطينتنا أكثر، ونحلم بأساتذة هنود يشاركونا الهم.

سمر عزريل

 24/9/2014 .