الاثنين، 4 نوفمبر 2013

خلاصة

خلاصة 
وما يدميك يعيدك حسا ووجدا ...
وما أدماني أعادني روحا أخرى ... أهرمت !! ... لا كانت لحظة اختلت فيها بين الضعف والرفض ...
لسعة الذكرى وحدها ايقظتني فأعادتني إلى هناك إلى حيث امتلأ قلبي بالسعادة ...
لم أكيل يوما الأحلام بمكايل هذه الأرض ... أحلامي تسللت الى حيث يصل النبض حتفه ليعود وينجب نبض آخر ...
وبين النقطة والنقطة والسطر والفقرة وفي أعلى تجلي لوهم الواقع نرقص العبرات على  تفاصيل الانحاء الأخير لقلب عتيق مل حدود الإطار في زمان الأرقام ... خذلته بضع من  صفحات مطوية قصرا عن أن يختال بأحلامه أكثر ...
لكن ما يدميك يعيدك حسا ووجدا ...
فيبقي سطح تلك القصة ينتظر أن يقفا معا لوقت يطول أكثر من عمر وعمر ليحيا ما انشطر من قلبيهما مرة أخرى ... 

سمر عزريل 
4/11/2013

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

هجرة الى داخل المكان

كي تبدأ قصة جديدة في رحلة سفرك المعتادة لا تحتاج الى شيء سوى انتزاع نفسك من نفسك كما حاولت وفشلت لأكثر من اشهر. الاستسلام لفكرة اننا نحيا جميلة لكنها باهتة بنفس الدرجة التي تصبغ فيها ارواحنا.

 كل يوم أذهب الى فيديوهات فيروز أنتقي الأغنيات التي تعجبني أسمعها ،اتصفح جريدة الأخبار ،ألعن الاستعمار ،أدور وأدور بين أكوام المقالات والأفكار هنا وهناك ولا أشعر أنني قد تغيرت ما زلت أنا ومازالت الافكار تدور في نفس الفلك اعود للخريطة اتصفحها وأصارع  فوضى المذكرات والتاريخ أقوال القوميين والشيوعيين والإسلاميين.

هذه النهايات في البداية تبدأ على وقع صوت المطر وتحسس أسطح الظواهر والابتسامات والنفاق الاجتماعي الذي فاق حد الاحتمال ،اذا انت يائس وما أجمل اليأس ،ويقولن أن افلام (حين ميسرة الفرح ودكان شحاتة) نوع من الابتذال البعيدة عن الواقع ، واقعنا مبتذل أكثر من أي مشهد في هذه الافلام الفرق الوحيد أن الواقع نخرجه نحن الى النور و الابتذال يكون لطيف على إدراكنا فلا نراه الابتذال الذي صار سلعه ثمينة . ان الابتذال الذي اتحدث عنه هو ما يجعل المبررات أكبر بكثير من الافعال نفسها ،هو العجز الذي يجعل الضعيف أضعف والقوي أقوى والممثل اكثر براعة في التمثيل.

هل سبق لك وان لعبت دور حياتي غير مكلف ؟.طبعا لا .تجتثك الحيرة انت وحدك عندما تصرخ فتخسر،تسكت فتخسر ،تصبر فتخسر.

دور الخاسر ليس جميل وأشك أن أي احد يحبه لكن عملتنا النظريات والكتب والطلعات الكلامية لأصحاب الرواتب المرتفعة والدخل غير المحدود والطامحين بشقة الأحلام في مدينة الحب والإخاء روابي أن كل خاسر هو فاشل.

نعم أنا أحد  الخاسرين الفاشلين هؤلاء ،استيقظ كل صباح لاستقبال دوامة من الفراغ أصغر ما فيها وجع يومي من محيط ينضح بكل ما هو انتهازي فساد مستعمر،أنظر من نافذة غرفتنا المطلة على الشارع الرئيسي اتأمل المشهد بائع الخبر وبائع الحلويات والسيارات والضجة والضحكات وأنواع السيارات .أعيد الكرة .في كل مرة اقرر فيها اغلاق باب منزلنا الرئيسي والذهاب لزيارة أحدهم أو لمجرد السير في الشارع اسأل نفسي هل فعلا (نعيش في فلسطين)اتساءل في أعماقي.

القمع ،الكبت ،القهر ،الوجع ،الفقر بصراحة في بلدتي الصغيرة لا ارى سوى قشور هذه الاشياء فخلال تجوالي البسيط  أرى أرقى السيارات واغلى ماركات الملابس ولا يبتاعون من السوبر ماركت سوى بوظة (شتراوس الاسرائيلية)غريب جدا أن تقنعني أنني أعيش احتلالين بين هذه الشريحة من البشر ،اتفاجأ في كل مناسبة أو حفلة عابرة  احضرها في مدينتا أن هؤلاء يعيشون في فلسطين!!.

تصر فكرة أنني أعيش في منطقة خضراء على أخذ الحيز المناسب في رأسي. أقاومها لكن فعلا أنا في بلدتي أعيش في منطقة خضراء عفنة تنضح بكل ما هو انتهازي فاسد قمعي وغير منطقي من اول تعريفنا لواجبتنا وحتى نهاية تعريفنا لحقوقنا .

 انا اعيش في منطقة تتعايش منذ سنين مع اكبر التجمعات الاستيطانية (أرائيل).انا اعيش في بلدة تروج للمنتجات الاسرائيلية بكل وقاحة ،أنا أعيش داخل حيز مكاني لا يعرف معنى ان تتصالح مع الموت  اعيش في حيز مكاني لا يحتج فيه ولا يقاوم فيه  ويرفع شعار (سلامة راسي) وفعلا نجح بان يستلم وتصبح منطقة امنة ،انا اعيش في منطقة كل العلاقات فيها قائمة على المنفعة والواسطة والمحسوبية .

هذا ليس احجاف بحق المكان امارسه عليه من أجل التنظير والمزاودة ولكن لأنها منطقة خضراء تزحف نحو مدنية زائفة وترف مدني يجعل من الاستعمار واقع صلب لا يمكن نفيه او مقاومته ،إنها احدى البلدات الفلسطينية الكثيرة السائرة على خطى ما يريده لها باتريوس فحدث ولا حرج عن اشكال مكافحة التمرد التي عصفت ببلدتي منذ عام 1976 حتى يومنا هذا.

سمر عزريل 
1/ 9/ 2013 

السبت، 10 أغسطس 2013

نص وقطيعة

قصة قصيرة بحجم قطرة الماء التي تلامس سطح ورقة الليمون ثم تتبخر...
عن الحكايات الملونة والمسارح الباهتة واللون الغائر المائل الى تفاصيل الوقت الكهل ...
وملح الحياة الممزوج بالمرارة وقليل من خيبة ودمعة وضحكة ...
وقت مستقطع للسير في الطرقات نحرس فيه الخريف ...
وعدالة الشجر عندما تعطي الارض الثمر لتهب التربة شيء من الحنين الابدي وتهبنا ثمرا لنقسو على انفسنا...
وقت للفراغ من كل شيء سوى الدوامات والكلام ...
قصص ترافقنا الى حتفنا ...
قصص ترافقنا الى احلامنا ...
رواية اخرى ونعود لنمزج النغمة الاخيرة بآلة القانون ...
لو ان المكان يتحول الى سجن ويعود غرامشي لعله سيكتب عن الخيبة ...
على سطح انحناءات الخريطة في القلوب لا ينتظرنا سوى صدى الصوت الرخيم حين يصيح بنا ...


سمر عزريل 
11 /8 /2013 




الجمعة، 28 يونيو 2013

وزن وقافية

في كل مواقع القصيدة اعتاد الهجاء ...
قالوا له ارثي ذلك الحاكم ...
غضب وترك الأمسية ...
إنه غادر القوافي والبحور فهو لا يجيد من الشعر سوى الهجاء ...
أيهجو أمه يوما ما !!!
اللعنة لموهبة القصيدة ...
ترك الورق والحبر على وشك ان يجف ولم يكمل وزن البيت الأخير ...
على أي بحر سيكتب عن الحنين فهو ضليع بالهجاء ...
لكنه يشعر بالحنين ... سيكتب عن الحنين ...
وأخيرا ترك ملامحه معلقة على آخر قصائد الهجاء ...
واشترى حبرا فاخرا وراح يرثي الأمراء عشرة أعوام ونيف
مل الرثاء وموج الهجاء يعتليه أيكتب تلك القصيدة ...
سار في الطريق وتحسس الأشياء وجهه قلبه نبضه والحلم ذاك ...
إنه هو لم يتغير وعلى أسوار ذلك القصر رمى بالقصائد كلها ...
نظمها كلها ثم رماها ...
تحسس مرة أخرى قلبه ونبضه وروحه والاشياء كلها ...
صغر عشرة أعوام ونيف وعاد إلى نظم الهجاء ...
أي كتب قصيدة في هجاء من؟....
مات كل من يهجوهم ...
هجا نفسه والوقت والخيبة والانتظار والطرق ...
لم تسعفه قصائده أن يتخلص من الحنين ...
إلى ماذا يحن؟
أمسك بريشته وأصر أن ينظم قصيدة الحنين تلك ...
فراح يخط سطر طويل....
نفذت مفرداته لن ينظم شيئا بعد الآن
شيئا ما قتل الحنين ايضا ...
تحسس وجهه فتعرف اليه حطم المرايا...
مازلت أنا لكن ضاع قلمي ...
وتذكر أنه في كل قصيدة رثاء كتبها
ساوم نفسه على قطعة من روحه ومفردة من كلماته ...
فذبلت روحه ونفذت كلماته ...
وما زال الحنين يقتله كل ساعة الف مرة ...

سمر عزريل 
28 /6 /2013 

الجمعة، 14 يونيو 2013

الرواية الرسمية فاتورة مريحة للاستعمار ليس اكثر

كان مجرد نقاش حول ما يحدث اليوم على الساحة الثورية الفلسطينية ،(الثورة) الكلمة التي تتضاءل في الاذهان كم نجح باترويس وغالولا في ترويضنا ،كلمة بحجم غضب الحر في ازقة المدينة المنسية ،انها قصة اؤلئك الفرسان المنسيين ، حديثي عنهم استمر لربع ساعة وتسجيل واحد لفادي قفيشة اعادني لتقرير واحد شاهدته على التلفاز قبل ما يزيد عن خمسة اعوام وطويت صفحة تلك القصة كما طويات صفحات اخرى ،علا صمتي أي مساحة للرد على ماسمعته وعرفته وبحثت عنه على محرك البحث .

منذ ايام وانا اذهب واجيئ في صراخ يعصر اخر فكرة في ذهني المشتت ضعت بالفعل ضعت ،الى ان الهمني حديثي مع نفسي في هذا الصباح  ان اكتب ما اكتب ،فرسان الليل والجناح العسكري لحركة فتح (كتائب شهداء الاقصى) لماذا يعزف التاريخ عن ان يدون ما قدموه هل هي خطيئة اوسلوا التي تلاحقهم ولا لهم  ذنب فيها ،ام اتكاء الكل على كلمة (زعران ،طخيخة ، بلطجية ،امييين ،ولاد حرام) انه التجريد في مآلاته القبيحة عندما يعري القيمة اكثر من اللازم عندما يحولنا الى مخبريين بالفطرة لدى باترويس واجهزة المخابرات الاستعمارية .

عندما تقف من كل شيء موقف الرواية الرسمية ولا تحاول ان تنبش في اكوام من الحقائق امامك ماذا تكون ؟؟ ،هل يبعد تاريخ معارك فرسان الليل منا مسافة ثمانين عام لا كل ما يبعده عنا اعوام قليلة بدأت فيها معاركهم وانتهت بشرف وبسبب صلابتها وتأثيرها تمتت المقاطعة العلنية والسرية لهذه الرواية ، فيصعب على جدران القصر الحداثي في رام الله ان يذكر هذه الابطال شأنه شأن التاريخ الرسمي كيف له ان يحمل التجلي الحر لاشكال الثورة المقاومة التي يحاربها منذ ان قرر لنفسه ان يكون عبد اتفاقية السلام ، وكيف لهؤلاء المقاومين ان يتحولوا في سوق المجتمع المدني اليساري الى ابطال وكل ما يربطهم بالتحرر وثيقة نبذ الارهاب والانصياع لماركس شعارا فقط والتودد للمعونات الشقراء من هنا وهناك .

انها لعنة اوسلو التي تلاحق ابطال ظلوا يدفعون ثمن اتفاقيات السلام وسطوة التباهي والتخوين من اليسار ومنظومات الترويض والتدجين منذ عام 2000 وحتى يومنا هذا وصفحات من الثورة والحرب تطوى وتركن في زاوية مظلمة من زوايا التاريخ وتلقى عليها اللعنة لتبقى صفحة الشيطان ،تاريخ معاركنا لا تكتبه القيادات ولا تعتني به الاكاديميا كل ما يحدث هي سياسة تشديب وتقليم اظافر لافكار الثورة والمقاومة وتحويل الوعي بعد افراغه من مكنوناته من وعي بالثورة لوعي بالشيطان ، الثائر الفلسطيني ليس شيطان ولا مسخ ، وعندما يحاكم ثائر من كتائب شهداء الاقصى منك على انه ازعر او طخيخ اعلم انك شريك لأوسلو ولباتريوس وللمقاطعة في مكافحة الثورة لتبقى جزء من منظومة تصدر الفتوي الاسلامية بصبغة استعمارية .

ان مشيت في نابلس وسمعت اغنية فرنسان الليل لا تضحك ابدا ولا تهذي بكلمات عن الثوار الذين روضوا  ما حدث ان الرواية الرسمية لما تكتب ما يجب ان يقال عنهم ما حدث ان هؤلاء سيظلون ابطال في الظل ولن يفتش عنهم احد سوى من يريد ان يسمع حقيقة ما كان يحدث من هؤلاء الثوار الذين رأوا فلسطين في الرصاصة وحلموا بالوطن فتصالحوا مع الموت ،لن اكتب اكثر عن واقع صارت فية الاوطان بحجم الاقعنة التي لبسناها .




سمر عزريل 
14 /6 /2013 

الأربعاء، 12 يونيو 2013

اختلاف في التأويل



ليسوا جميعا بقلوب كالماء ولا تشبه انفعالاتهم الخرير والندى والبخار ...

يعلو العتاب امكانية الصدى عن تقمص سجاياهم ...

روحه شفافة فلماذا اتكأ عليها صدأ قلوبهن ...

حلم بزهرة وقصيدة وعالم بلا حمرة بلا مذكرات الساسة...

حلمه حلم رجل تاه في عشق الحياة بلا صخبها الزائف...

انتظرته فأتى وعندما اقترب بعد ان حرق الانتظار قطر الندى ...

صفعة واحد ويسقط كل شيء ... تبا للخريف ...

فصلي الخامس فيه المطر ضرب من ضروب الجنون ...

فصلي الخامس لن يزهو بالسرعة ولن يختال بالقتل والدماء...

انها الموسيقى في سكون كل شيء حتى في سكون الذات ...

كعذوبة تلك الدمعات ... هو يعرف الحنين كحنين التراب الى الماء منذ الازل...

ها قد افرغت حقائبي ومكتبتي ... ونظرت الى السماء وشكوت وتضرعت ...

فهناك في  عالم من يسرحون في الملكوت لي حبيب ... فصلي الخامس فيه يبدأ ...

سمر عزريل 
12 /6 /2013 .

الاثنين، 27 مايو 2013

ابي في ذكراه الثانية والعشرين

يطل رجل  من هناك طويل القامة  قوي الحضور من  بداية الخط الفاصل بين الذاكرة و الأحلام... الملامح غائرة في تقاسيم الذاكرة الكهلة في عامها الثاني والعشرين ... والاجتهادات المستمرة في طريقها إلى الخط المبتعد عن  ذلك الرجل ضبابي الملامح ... و بعض دقات قلبه تشير بان  اختلاس التفاصيل في لوحة الحدث هذا مهمة .... و أمنية  مجنونة  تشغل إرهاصات الزمن هذا  و تتمنى ازدواجية تصيب  اللحظات لمرة واحدة فقط ... لعل ذلك الرجل يعود إلى ما قبل اثنين عشرين عاما عندما كان في سن الخامسة والعشرين ... و أبقى أنا في عامي هذا ... وكم ضروري الان أن ترصد كاميرات  الديجتال ملامح هذا الخرافي ... حتى لا أمزق أوراق بيضاء تغتصبها الخربشات أكثر من ما تمزق ...

يطل ذلك الرجل و يصافح وجهه هالة من الضباب و  شيئا من ضوء الشمس ... و  يسير في ذلك الخط باستقامة ليس كهلا ... لكنه يحمل أعباء كهله ... المح فيها اسمي و أسماء ثلاثة اعرفهم جيدا ... كأنه  غريب عاد  كأنه  فقيد نستمر بالبحث في أشياءه  فهو يحمل بين الأعباء شيء من عطر منسي يقترب كثيرا  من تفاصيل  تاريخ ولادتنا  و حياتنا هذه ... لعلني اشتم بين الفينة و الأخرى  رائحة بضع قطع من ثياب تخبئها أمي  لزوجها ...

يطل  ذاك الرجل و يسير في خط طويل يبتعد كلما اقتربت و لا يلتفت إلي لكنه ضليع بالتاريخ فهو ينثر جزء من ذكريات لملمتها لأب  عشقنا فرحل ... غريب هو يصر على بعثرة الأشياء ... اتبعه لا أمل لا أرى وجهه لكن هناك تفاصيل غريبة  تبقيني على مقروبة منه ... سيد السلام  هو ذلك الغريب ... لكنه قريب مني  لحد الأبوة ... ما بالي ما هو  إلا عابر سبيل في طريقي الروتيني من مدينة  إلى مدينة ... لحظة انه قادم من تلك الأزمان التي أغضبتني وحرمتني و أرهقت ذاكرتي لأشكل صورة لوالدي  بعيد الصورة قريب الحس .

إذن يطل رجل من بعيد و يكون مجرد حلم في واقع بلا خيالات  ... يكون أبي الذي يتعذر علي تذكر صورته... انه ابي في رحيله الثاني والعشرين عندما اصر على ان يكون مجهولا لثلاثتنا ... في كل عام ايقن معنى ان تتحسس ذاكرتك لترسم لنفسك لوحة لوالدك البعيد وهو يمسك بيدك الصغيرة ... ابي في ظلي انت وفي دمي فلروحك السلام

سمر عزريل 
27 /5 / 2013 

الثلاثاء، 21 مايو 2013

عن المخفي والمعلن من اتهامات اعلام المعارضة السورية لحركة الجهاد الاسلامي بالاشتراك في معارك القصير


 عن البلبلات اللا منتهية في حكايات الزمن العابر لحدود الوعي بالمقاومة "الفريسة اليوم " حركة الجهاد الاسلامي، والمفترس المنظرون من فصيلة الدم "ماما أمريكا". مع دخول الثورة السورية في عامها الثالث تتعالى الاصوات التي تريد اقحام "حركة الجهاد الإسلامي" في النزاع السوري الدائر، فآخر ما خرجت به قناة اورنيت "قناة المعارضة السورية"هو اتهام صريح لقيام حركة الجهاد الاسلامي بالقتال الى جانب عناصر من حزب الله في القصير، مالا تعرفه قناة اورنيت السورية المعارضة هو الصورة الحقيقة والكاملة لحركة الجهاد الاسلامي.


أولا حركة الجهاد الاسلامي حركة مقاومة فلسطينية تسير على خطى وأفكار الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي مؤسسها ،والذي أصر منذ عام 1984 أي منذ تأسيس الحركة على فكرة حرمة الدم الفلسطيني وحرمة الدم العربي. ثانيا حركة الجهاد الإسلامي هدفها تحرير فلسطين وكامل ترابها وإنها تسعى لهذا الهدف قولا وفعلا كما أنها ترى عدوا واحدا لها يتمثل في الاستعمار الغربي والكيان الصهيوني ثالثا حركة الجهاد الاسلامي وفي اكثر من واقعة، وفي اكثر من خطاب أكدت على حرمة الدم السوري،كما أكدت أيضا على أن علاقاتها المتميزة بإيران، والمتمثلة بكونه حليفا لها هو حزب الله إلا أنها وضحت انها مع حق الشعب السوري في تقرير مصيره.


البنادق الفلسطينية النقية والتي لا توجه الا في وجه محتل غاصب،لن تلوثها اشاعات عارية من الصحة والمصداقية،وان كان غرض المعارضة تفكيك اي فعل مقاوم لمصالح وأطماع شخصية،عليها ان تعلم جيدا ان المشروع التحرري إن كان بالفكرة أو بالبندقية ليس في حساباتها.

 لن تغير إشاعات واهية غير مبنية على أسس صحيحة وتتعارض مع تاريخ حركة الجهاد الاسلامي منذ ثلاثين عام من واقع أن حركة الجهاد الحركة الفلسطينية المقاومة التي أثبتت على موقفها الرافض لكافة أشكال الخضوع والخنوع والتنازل والاستسلام للاستبداد والاستعمار. فالحركة التي خاضت حرب غزة الأخيرة والتي انتصرت والحركة التي سطرت أروع اشكال المقاومة في معركة الامعاء الخاوية والتي ذاقت ويلات التنازلات المستمرة من الفصائل الفلسطينية التي اصابها الهرم  هي ذاتها حركة الجهاد الاسلامي التي  في غزة تعاني من السوط الحديدي التي يجلدها كما أنها تعاني من سلطة اسلوا لأنها تغرد خارج سرب المنظومة.

ان يروق للنخبة المثقفة ان تسود من صورة دكتور رمضان شلح وحركة الجهاد الاسلامي امر طبيعي يتناسب مع المنحى الفكري العام الذي يحكم العقلية المثقفة  والخلفيات المغربنة والاستعمارية التي تحكم النخب في عالمنا العربي ،خاصة فيما يخص قضايا التحرر الفكري والمعرفي.فليس غريب ان يتم اقحام حركة الجهاد الاسلامي في مثل هذه الاشاعات.


 الا ان المنحى التفكيكي هذا سيقف عاجز امام تساؤلات بلا إجابات عن قبول خالد مشعل القيادي في حركة حماس زيارة قطاع غزة بلا شريكه في الانتصار رمضان شلح القيادي في حركة الجهاد الاسلامي،فلماذا كان على الكل الصمت عن المنحى الاعتدالي الذي عبد الطريق أمام مشعل وقطر والقرضاوي وأنطوان زهرا؟.وكان مليء بالأشواك أمام رمضان شلح وحركة الجهاد،علينا أن نغض الطرف عن المفاوضات غير المباشرة ايضا وعن المصالحة  التركية الاسرائيلية الهاتفية  وفحوى الصمت الخجول على زيارة باراك أوباما من الاعتدال.


 حركة الجهاد عليها ان تدخل عنوة في الحرب الدائرة في سوريا لصالح أحد الأطراف لتشارك في استباحة الدم السوري، لماذا يتم توظيف الخيال والانحياز لخيار اما ان تكون مع او ان تكون ضد ،لا مبرر واضح امام المدعين سوى الخيانة وتحقيق مصالح لأطراف واهية داخل المعادلة السورية ؟.هناك عناصر واضحة في النزاع السوري الدائر تستغل ما يحدث لتسويد وشيطنة الحركة  فمن التذرع بالتطييف والتزييف ووصلا الى الاتهامات المعلنة وغير المعلنة لحركة الجهاد هناك طرف واحد يقف أمام هذا اللمنحى التفكيكي المقصود والواضح الا وهو الطرف المنحاز انحياز كامل للغرب والاستعمار.


للخيانة وجهان وجه الرجل الابيض الذي جاء الى العالم بوصاية انه الافضل والأقدر والأجدر على حكم العالم ،ووجه الرجل الاسود الذي ارتدى القناع الابيض وسار يهذي بما تعلم وحفظ عن ظهر قلب وفي الوجهان انكسار للحرية ، فالمعارضة التي لا تحترم حركة تحرر وطني ذات تاريخ مقاوم لا يشوبه شائبة ليست جديرة  إلا بالتفكيك والانتقاد لان الحرية لا تمر من باب معادة الاخر لأسباب الخلاف الفكري او لأسباب رسم الصداقات ،فكيف يستطيع المرء ان يصفق لاستبداد الحاكم في مصر لمجرد انه يدعم حق الشعب السوري في الحصول على حريته بالكلام ،كما على القناة المعارضة ان تلقي النظر على ما يحدث في البحرين لأن البحرين أيضا تخوض ثورة توأم للثورة السورية، ام ان قوات درع الجزيرة التي قمعت المتظاهرين في البحرين قبل عامين هي ذاتها التي تمول القناة السورية المعارضة المنحازة للإنسان "السوري"غير المنحازة لايدولوجيا الاعتدال في اسطنبول والدوحة والرياض ؟

ماذا تريدون من الجهاد الاسلامي ؟؟؟ . سؤال موجه لكل فلسطيني وعربي وسوري يصدح بترهات مثل هذه، لا يسع المرء إلا ان يحيل الأشياء الى الواقع الذي يعري البعض، والواقع عرى الكل في حروبهم مع المصالح الضيقة. اتركوا حركة الجهاد تتصالح مع الموت المقدس أكثر وإلا فأنتم شركاء في ضياع فلسطين، فالنكبة مستمرة والتاريخ ليس سطور يخطها مؤرخون متعجرفون التاريخ يصنعه الابطال لذلك يبقى غير محكي وطوي النسيان.

سمر عزريل 
20 /5 /2013 

الأربعاء، 15 مايو 2013

رصاصة حرة خير وابقى

لن يكتب محمد راشد رسالة يتضرع فيها التعاطف معه لانه لا يجيد فن الاستجداء فالرصاصة الحرة خير وابقى .





هو هناك في الزنزانة ذاتها لم يتغير لونها حصل على الحرية فخانه الوقت وعلى مسرحي هذا لون الرماد كتضرعات الوقت للخلاص .هي حكاية حر يحمل ذات الهوية التي احملها ،الهوية التي لا تصبح  بطاقة سفر لعبور الحلم تلو الحلم بل تبقى هوية تتملكني ارضها كما تملكته فكان نصيبه (سيعيش في المكان الذي يقبله ) وأي مكان واسع يتسع للحر الذي ينبض فيه ،لا طاقة للاماكن بإنسان مثله خذله الامل كما خذلت القوانين والمعارف والكلمات والأشعار (هوية العودة) فما عدنا وتغنينا باللجوء حتى صار المنفى الوطن الذي نحن اليه شكرا لهم ومن هم لا طاقة لي ان اذكرهم .

القوا بكافة كتب الاستشراق على الارض فسقط القناع يوم سقطت الفكرة وكلمة حر وحر وحر في اغنية ماجدة فقط تصيبك بالقشعريرة والحر الحقيقي هو ذاك الفلسطيني الذي ما هان عليه ان  يهون في زمن الردة و الاوغاد لن تستطيع رام الله الحديثة ذات القضبان الحديدة ان تشفع بحداثتها لقبح مأساتنا والويل كل الويل للاعتراض ،الويل لشجر المقلم والأزهار المزروعة والترتيبات الحداثية على طول المسير من جنين حتى رام الله، فلقد فقأت اعيننا الحداثة ولا اكثر من العمى.

ليست حكاية مسلية ابدا يا مسرحي الرمادي انها التمثيل الحر حينما يتصالح الحر مع الموت فتغضب منه المعمورة فيصبح ثقيل الظل عليها ،يا الله انه من ذلك التراب ،التراب ذاته الذي خلقنا منه هل كان الطين مختلفا عن الطين الآن.

من حلم راود محمد راشد والذي يراود اغلب الفلسطينيين خرج لينفذ عملية فقبض عليه وأصبح اسيرا انه الاسير السائح بين سجون امريكا الشمالية وإفريقيا  وأوروبا انه الاسير غير المرغوب فيه في فلسطين والأردن  ينتظر (ان يقبله مكان) لا مكان سيستقبل محمد راشد ،ولن أسأل لماذا وكيف وما السبب ،اسباب الخيانة كثيرة وسبب وحيد يدفعك ان تكون حر هو ان تكون انت المجرد من سطوة الة العولمة وسيف المعرفة الطاحنة وأسنان المنظومة المتهالكة.

دع الوقت يطحنك كما تشاء عبد جرحك  بمتطلبات العولمة اكثر فأكثر اقتل فيك كل كلمة حرة تنبض ،شكل سجيتك بحسب سعيك المتواصل لان تكون مشهورا ونجما في سماء البلاد وخذ جواز سفرك وأقم مرة في بروكسل ومرة في واشنطن ومرة اخرى في لندن وتقمص كل الادوار علك تلتقي بشبه ظلك فأنت من هجرك ظلك عندما اصبحت انت الغريب البعيد النائي عن نفسك بنفسك ،فلا يشبهك محمد راشد ولا انت تشبهه وفي يوم النكبة غني ليافا والجليل بلا توق ابدا ، فمن يتوق للأشياء يصالحها بموته.



الجمعة، 10 مايو 2013

الطريق الغربي :حكاية احتلالان


ان تكون معنيا بذاتك لمرة  .ان تسير في طريق طويل يبدأ بين منحدر ومنحدر .عندما تعتادك الطريق يصبح الروتين اعتياد !!! قشة صغيرة تحول بين الاعتياد والروتين وبين المألوف واللامألوف ،تلك المسافة بين الشوك والشجر لا تعدو ان تكون شهيقك الاول وزفيرك الثاني.

عن الطريق سأكتب عن الطريق .المرة الوجهة ليست رام الله ،غادرنا نابلس بالحافلة وسلكنا الطريق المعتادة وعند تقاطع الطرق في منطقة زعترة تفاجأت. لماذا نذهب من ذلك الطريق المغلق منذ اعوام ؟؟؟؟ تساءلت ،لقد كان مغلق ولا يسمح للسيارات البرتقالية بسلوكه .الفرحة غمرتني نعم سأرى المنطقة  التي ظلت طيلة احد عشر عاما طي اطياف من الذكرى تروح وتجيء . كنت احاول ان ابقي على فرحتي طويلا ولا امزجها بأي لون من الوان الشعور الاخرى وهنا ولد الصراع كيف لي ان اكون انانية اسعد بالطريق وبهذه الرحلة والخيار بان اعبرها او لا بيد جندي قصير القامة او طويل !!!

وبقيت ارى الاشياء وأتمعن رأيت بيوت عربية قروية  قريبة جدا من بيوت المستوطنة رأيت مردة وكفل حارس وقد اقتربت منهما ارائيل حد ان لا يعود شيئا يشبه شيئا الآخر ... كم شخصا يجهل الحكاية فتكون خارج نطاق المتذكر او المحكي .
ورحت احاول التقرب من الاشياء اكثر لعلي اجد اجابة لكل سؤال خطر لي من التهام ارائيل للاراضي وحتى سيطرة الاحتلال على (بئر مردة ) وصولا الى اغلاق وفتح هذا الطريق.

بت ارى الاحراش الخضراء انها لي اراها طويلة جميلة احراش وغابات على امتداد مسافة طويلة منذ احد عشر عام لم اراها ؟؟؟ كم غريب ان توعد لمكان ملامح الاشياء فيه لا تتغير بل ذاكرتك جعلت الصورة اقل وضوحا ... فكرت ماذا سأكتب ان كتبت عن هذا المشهد في حينها قلت لن تكتب عن الطريق الغربي لسلفيت حتى لا اصاب بغصة اكبر ما دفعني اكتب كان وقفة امام تقبل الضعف والنزوح الى فكرة المثل القائل (الحيط الحيط ويلا الستيرة) االبارحة وانا استقل الحافلة العائدة من رام الله الى سلفيت دار نقاش حول الهجمات التي يقوم بها قطعان من المستوطنين على زعترة يقول الاول :من يوم ما خربت زعترة واحنا متبهدلين بنروح على سلفيت ومن سلفيت على ياسوف .يرد الثاني : مهو الواحد شو بده يسوي كلهم اكم ولد صغير بنزلوا من المستوطنة وبضربوا حجار والواحد مش حمل ينكسر كزاز سيارته او ينزل يخبطه كف يقوموا يحسبوه زلمة ويجيوا ينخلوني يلا معلش لبين ما تخلص هالمشكلة بعينا الله على الطريق .

وتساءلت هل المشكلة في الطريق اما فينا نحن ام في منظومة اوسعتنا تغريبا عن الوطن ،انها لحظة احسست بضعفي المتناهي وضآلة قدرتي على تفسير الاشياء عندما كان علي ان امر من الطريق المغلق بعد احد عشر عاما ويكون حق الاولية للسيارات المتجهة لمستوطنة ارائيل في تلك اللحظة تحولت فرحتي وغصتي لكل ما رأيت لسكين جعلني اصمت خمسة اشهر قبل ان ادون كلمة من هذه الكلمات وحوار الشابين خلفي في السيارة امس اعاد المشهد من جديد طريق سلفيت الغربي مغلق بسبب احتلال عنصري واعتياد على تقبل الفكرة ،كل ما نحن بحاجة اليه الى طرد وهم الضعيف المسكين من خيالاتنا وصفع الصبية المنحدرين من المستوطنة على زعترة صفعة قوية وعدم السماح لهم باغتيال صورتنا امام انفسنا اكثر ،طريق مدينتي من الجهة الغربية تصافح الاف الدونمات المصادرة من اهلي سلفيت ومردة وكفل حارس وحارس وياسوف تلك المنطقة الجميلة هبة اسلوا والمنظومات المتهاوية لارائيل هذه المستوطنة التي تقبع على صدور الفلسطينيين منذ ما يزيد عن ثلاثين عام ، من يتذكر لا احد يتذكر فالحياة في سلفيت المدينة عادية والأجواء صاخبة والاعتياد على ارائيل كشف قبح الفكرة ، كيف لا وأنت تودع على مشارف المدخل الغربي ترسانة عسكرية اسرائيلية لتحتضن على بعد امتار من الترسانة نقطة لأمن فلسطيني اوجدته  اسلو بين بداية المدخل ونهايته عسكر وامن واحتياطات امنية تذكرك دوما انك تعيش احتلالان. 

سمر عزريل 
10 /5 /2013 

الثلاثاء، 7 مايو 2013

غطوا احلام سوريا برماد الزمان غطوها



وان سقط التمثال وتلاه سقوط العاصمة فهل نسقط نحن من نظر انفنسا .....
 ها نحن نحمل العار على اكتفنا ونضيع بين هوى العواصم وهوى التماثيل ...
 ما بالها الاوطان تضيق علينا هكذا ما بالها تصغر !!!! ....
 لقد جردوني يا امي من حب البلاد عنوة عندما خيروني بين ما لي وما لهم ...
ما اذبح وتذبح روحي ويذبح وطني الا باسماء اوطان وشعارات لاوطان اخرى ...
هاقد عادت فلسطين نرجسة للمتصابين وهاقد عاد اسلامهم خنجر يطعنني كل حين ...
ذبوحها يا امي بورقة لعب واحدة
ذبحوها كي تعود الاندلس صغيرة في قلبي انهم يذبحوها منذ بدء الربيع ...
صرخت لربيعها فصرخوا لا ...
 على عتبات التناقضات اراها بائسة ...
بائسة كوجع الليل من الشهب ....
 اراها عزيزة تقهر وتقهر وتصلب ....
يا الله انها عزنا وعز العواصم كلها...
فيها ارى وطني الكبير فما هان على ذئاب فيها سوى تمزيقها ...
وما طاب لربابة الخليج الا دمعها ...
غطوا احلام سوريا برماد الزماااااااااااااااان غطوها ...
فانتم عراة ضمير ...
هانت عليكم شام لنا ....
وما هان عليكم ان تسقط مقاعد الامراء والوزراء والسلاطين ...
لماذا سيعود صلاح الدين ...
فالمجاهد اليوم يباع ببطاقة تموين والممانع اليوم يشترى بحفنة من طحين ...


سمر عزريل 
7 /5 /2013


الخميس، 2 مايو 2013

استثناء


أنا وهو والاستثناء...
فيض الوجد يجعل تجلي الروح مختلفا...
وعلى سطح الهوى نرى الاختلاف في كل شيء...
يأخذ من تلك التفاصيل ما يشبهني ... وأتتبع ما يشبهه....
وكلما سألت نفسي هل احلم؟
رد عليَّ :انه حلمنا...
تضيق حدقات الدنيا فرحا في عيني ....
ذلك الطريق الطويل يَقصُر...
وعلى تلك الصخرة ارمي كل خيباتي ...
يلاحقني ظله فأتَكَمل ....
تلاحقه روحي فأرى قرص الشمس ...
كلما غازلني رحت انظر الى الشمس فأراه فيها...
متى تبعت روحي كل هذا الجنون ...
هي لحظة هربت روحه من المنطق ...
لحظة تحررت روحي من المجهول ...
وفي المنتصف اسعف الحظ عاثري حظ
فكانت ضحكتهما خدعة للدنيا وللناس ...
فصارت ضحكة تنبض حبا وحياة ... 

سمر عزريل 
1 /5 /2013 .

السبت، 27 أبريل 2013

القلعة والمخيم وجها لوجه: ما بين منحى التفكيك ومنحى التضخيم وطن واستعمار



 القلعة والمخيم وجها لوجه: ما بين منحى التفكيك ومنحى التضخيم وطن واستعمار

يزهو الصهاينة بماسادا في ظل نزوحهم المتواصل لتثبيت الزائف من الراوية . فيكاد يكون طقس الحج إلى ماسادا لكل جندي أهم طقس في مسيرته التدريبية .هناك يتعرف على روح اليهودي الذي لا يستسلم ، هناك يقتنع بأنه خلق لخدمة هذه الدولة العنصرية ويروق له أن يرى نفسه بطلا .كم تخدم الأسطورة الزائفة الخيال ؟لكنك عندما ترى صورة الجنود وهم يفرون ،من صحراء النقب بعد إعلان الهدنة مع المقاومة. تكاد ترى كيف زيف الوعي صورة الجيش الذي لا يهزم ولا يقهر ،إنه يعرف جيدا معنى التقهقر!،كما يعرف جيدا معنى الهزيمة .ذلك العملاق ،ماسادا بالنسبة إليه أسطورة خيالية مهما أحبها أو تصالح معها ستبقى أسطورة .الحرية الفعلية تبدأ بأن تكون حرا  وتحرر روحك قلبك وعقلك من مناهج المعرفة التي حولت كل ما هو خارج نطاق آلياتها غيري قابل للتشكيك التفكيك والتعديل بل إلى النفي المطلق والإعدام

سيحاول خبراء العسكرة ،المال والأعمال في الدولة الصهيونية لسنوات محو الصورة تلك من أذهان الجنود (فكرة الفرار  ،فكرة الخوف وجها لوجه أمام زيف الأسطورة ). لكن سيكون مكلف كثيرا عليهم لأن  كي الوعي سيعيد ترتيب الذاكرة على نحو سيظل الانسان الصهيوني يذكر أنه قد فر . فكيف لجماعة يهودية أن تمارس انتحارا جماعيا ولا تهرب وأن تتحصن في القلعة ؟كيف لها ان تصبح رمزا للبطولة ؟سيفكر وسيشك. ممكن أن لا يصل إلى إجابة ويمكن أن يقنع نفسه أنها قد حصلت ،لكن هناك شرخ تكون بين القناعة المطلقة بالأسطورة  والواقع الذي حتم عليه أن يفر ويظهر بمظهر المهزوم المنصاع ليخوض حربا برية .سيتذكر شاليط في كل خطوة يخطوها وستتضاءل داخلة القلعة أكثر فأكثر.

الوجهة الأخرى من الحكاية أسطورة حقيقية لا تمحى من الذاكرة في حيز يحاول الكل فيه أن يخلق قطيعة بين المقاومة والأخلاق ،حيز ينحاز الكل فيه الى تفكيك المقاومة في اضيق نطاق ممكن .لا نحتاج الى عدد مراجع ألف أو مئة ألف لنبحث في صحة القصة أو كذبها ،في وهميتها وحقيقتها .كل ما نحتاجه هو ان نزور مخيم جنين ونلتقي بالناس ونتحدث معهم. سنرى كيف كان المخيم اسطورة حقيقية هناك سترى المقاومة كيف تكون؟وماذا يعني أن تتصالح مع الموت؟؟.

رصاصة حرة من بندقية حرة أجدى ألف مرة من كلمة حرة حبيسة كتاب التنظير المعرفي .يصلب المخيم بحكايته ويصبح مكان لرجم إبليس (أي المقاومين منه )لماذا؟؟؟.

الإجابة واضحة لا تحتاج إلى تفسير سيتحول المخيم إلى مكان يرعى الشغب ويتمركز فيه الزعران ،البلطجية والمخربين بسلاحهم غير الشرعي غير المرخص ،إنها الفوضى التي ستعم المكان هكذا ستصور المنظومة ما يحدث في المخيم ،بكل بساطة سينساق البعض يكبرون ويهللون لكن الواقع غير ذلك ! فالأزعر هذا أول من حمل عبء البندقية وأول من التجأ إلى الجبل ،فكر أن يستعيد كرامته  ويثأر من استعمار عنصري فاشي ،تصالح مع الموت وكان حرا .فأصبح متهم لدى جهتين الأولى دولة الاحتلال والثانية أجهزة السلطة الامنية.

واقع غريب عندما ترى ابن المقاومة  يجلد ويصلب ويسحب سلاحه بتهمة الشغب. كل ما في الأمر أنه يريد أن يقاوم ،ستستمتع بالعديد من التحليلات الرائعة والتبريرات العابرة للقارات التي ستخرج من الاكاديميا الفلسطينية لتبرر قبح الوصف الرسمي وتفكك أكثر فأكثر المقاومة. فيصبح المقاوم ملعون مهما فعل ،يصبح المقاوم الجسد الذي علينا تشريحه لإظهار سبب حالة الوفاة .من الصعب جدا أن تنحى الاكاديميا بمعرفتها القادمة من هناك ،من أماكن التفريخ والتدجين الاستعمارية منحى مقاوم ستطل تنتقد تنظر وتحاول أن تنافس المقاومة على الصدارة والمكانة.

من الطريف هنا ذكر أن الكل ينظرون إلى المقاومين نظرة انطباعها اللون ،اللسان ،الإسم ،الشكل لون ،البشرة وما الى ذلك. فإن كنت من عَبَدَةْ الثورة السورية على سبيل المثال وليس الحصر. عليك دائما استخدام كلمة (أبو نص لسان أو حسن نصر اللات) للإشارة إلى حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله  كحليف لبشار الأسد . قليلون من يجيدون القدرة على إبراز مواطن الخلل الحقيقية في الخطابات .يصبح الفعل المقاوم مدعاة للسخرية والتفكيك .فهل زار من يصف حسن نصر الله (بأبو نص لسان) مزارع شبعا أو الضاحية الجنوبية؟وهل تعرف من يصف المقاومة في مخيم جنين بالزعران على هؤلاء الزعران؟أم أنه في مكتبه الفاره ومن نافذته الصغيرة ينظر الى الطبيعة ويكتب ما يكتب ليشعر بالنشوة ويرضي المنظومة، فيبقى المنظر صاحب الكلمة الصحيحة والايدولوجيا الاصح.

هل يكون الأكاديمي الصهيوني أحرص على دولته من حرص الفلسطينيين على فلسطين؟أن تكون لديك أسطورة كتبت بدماء الشهداء في ألفية رقمية ثالثة ،من الخيانة أن تعزف على وتر الزعرنة حتى  تبرز مدى فهمك ومعرفتك وقدراتك التحليلية.إن كان كل من في الحيز ينبض ايدولوجيا فقلما تجد من يحملك على تحرير وعيك فاحرص على أن تلعن هذه المعرفة دائما.

سمر عزريل 
24 /4 /2013 

الخميس، 11 أبريل 2013

صباح ومسا ...


* فيروز ...

تغني فيروز صباح ومسا تأخذني إلى روح دمشق إلى أول رائحة القهوة الممزوجة برائحة الأرض صباحا ... تحملني فيروز إلى لهفتي الأولى كم تفرحني فيروز كم تذبحني فيروز ... كما اعتدت  أن يكون كل شيء استثناء (صباح ومسا) فيروز استثناء ...
مع كل مقطع من صباح فيروز ومسائها اعود طفلة لا تأبه بخطواتها متى تحولت إلى فراشة !!! تطير وتعلو وتعلو ثم تحط على ذلك المقعد ...
فيروز لماذا مسائي موشح بكل كلمة ترددينها ؟؟؟
تغني فيروز صباح ومسا تأخذني الى روح بغداد إلى أول إنحياز الشمس للدفء ... تأخذني إلى لهفة أروضها وغالبا ما تفضحني ... كم تقتلني فيروز بكلمات تلك الاغنية. 
لماذا أدمنتك فيروز ؟؟؟؟
لماذا أدمنت تلك الكلمات حتى اصبح الهاجس أكبر وأصبحت روحي تستنجد بقشة استثنائية؟؟


* مشهدين ....

المشهد الاول :-
تحسست روحها كانت دافئة حالمة شخصا ما يسكنها وهي الآن بخير قد تعافت، ابتسمت نظرت من حولها وجدت كل شيء ملون على غير عادته شيئا ما لون عينيها عمرها وقلبها ،راحت تشكره سرا وعلانية ،دللها كثيرا فصارت مدللة على غير عادتها .

المشهد الثاني :-
لم تعد تحس بروحها تاهت روحها فهي الآن على رصيف الشارع المنحدر هناك ، تلملم الخيبات وعاد الرمادي ليلون طعم كل شيء من حولها عمرها عينيها قلبها ،تجلى الوجد فأدماها سقط الكلام حينما رحل بغزله الى عالمه الذي امتلأ حيث لا مكان لها فيه سوى في كل فراغ عاطفي يحسه .


* غزل ...

كم غازلها في حينه
كم هجرها غزله الآن
كان يركض بلهفة
صارت تتقن الإنتظار بلهفة
حينما تمرد الوقت كان يذبل
حينما روضت الوقت صارت تذبل


11/ 4 /2013 
سمر عزريل