الجمعة، 10 مايو 2013

الطريق الغربي :حكاية احتلالان


ان تكون معنيا بذاتك لمرة  .ان تسير في طريق طويل يبدأ بين منحدر ومنحدر .عندما تعتادك الطريق يصبح الروتين اعتياد !!! قشة صغيرة تحول بين الاعتياد والروتين وبين المألوف واللامألوف ،تلك المسافة بين الشوك والشجر لا تعدو ان تكون شهيقك الاول وزفيرك الثاني.

عن الطريق سأكتب عن الطريق .المرة الوجهة ليست رام الله ،غادرنا نابلس بالحافلة وسلكنا الطريق المعتادة وعند تقاطع الطرق في منطقة زعترة تفاجأت. لماذا نذهب من ذلك الطريق المغلق منذ اعوام ؟؟؟؟ تساءلت ،لقد كان مغلق ولا يسمح للسيارات البرتقالية بسلوكه .الفرحة غمرتني نعم سأرى المنطقة  التي ظلت طيلة احد عشر عاما طي اطياف من الذكرى تروح وتجيء . كنت احاول ان ابقي على فرحتي طويلا ولا امزجها بأي لون من الوان الشعور الاخرى وهنا ولد الصراع كيف لي ان اكون انانية اسعد بالطريق وبهذه الرحلة والخيار بان اعبرها او لا بيد جندي قصير القامة او طويل !!!

وبقيت ارى الاشياء وأتمعن رأيت بيوت عربية قروية  قريبة جدا من بيوت المستوطنة رأيت مردة وكفل حارس وقد اقتربت منهما ارائيل حد ان لا يعود شيئا يشبه شيئا الآخر ... كم شخصا يجهل الحكاية فتكون خارج نطاق المتذكر او المحكي .
ورحت احاول التقرب من الاشياء اكثر لعلي اجد اجابة لكل سؤال خطر لي من التهام ارائيل للاراضي وحتى سيطرة الاحتلال على (بئر مردة ) وصولا الى اغلاق وفتح هذا الطريق.

بت ارى الاحراش الخضراء انها لي اراها طويلة جميلة احراش وغابات على امتداد مسافة طويلة منذ احد عشر عام لم اراها ؟؟؟ كم غريب ان توعد لمكان ملامح الاشياء فيه لا تتغير بل ذاكرتك جعلت الصورة اقل وضوحا ... فكرت ماذا سأكتب ان كتبت عن هذا المشهد في حينها قلت لن تكتب عن الطريق الغربي لسلفيت حتى لا اصاب بغصة اكبر ما دفعني اكتب كان وقفة امام تقبل الضعف والنزوح الى فكرة المثل القائل (الحيط الحيط ويلا الستيرة) االبارحة وانا استقل الحافلة العائدة من رام الله الى سلفيت دار نقاش حول الهجمات التي يقوم بها قطعان من المستوطنين على زعترة يقول الاول :من يوم ما خربت زعترة واحنا متبهدلين بنروح على سلفيت ومن سلفيت على ياسوف .يرد الثاني : مهو الواحد شو بده يسوي كلهم اكم ولد صغير بنزلوا من المستوطنة وبضربوا حجار والواحد مش حمل ينكسر كزاز سيارته او ينزل يخبطه كف يقوموا يحسبوه زلمة ويجيوا ينخلوني يلا معلش لبين ما تخلص هالمشكلة بعينا الله على الطريق .

وتساءلت هل المشكلة في الطريق اما فينا نحن ام في منظومة اوسعتنا تغريبا عن الوطن ،انها لحظة احسست بضعفي المتناهي وضآلة قدرتي على تفسير الاشياء عندما كان علي ان امر من الطريق المغلق بعد احد عشر عاما ويكون حق الاولية للسيارات المتجهة لمستوطنة ارائيل في تلك اللحظة تحولت فرحتي وغصتي لكل ما رأيت لسكين جعلني اصمت خمسة اشهر قبل ان ادون كلمة من هذه الكلمات وحوار الشابين خلفي في السيارة امس اعاد المشهد من جديد طريق سلفيت الغربي مغلق بسبب احتلال عنصري واعتياد على تقبل الفكرة ،كل ما نحن بحاجة اليه الى طرد وهم الضعيف المسكين من خيالاتنا وصفع الصبية المنحدرين من المستوطنة على زعترة صفعة قوية وعدم السماح لهم باغتيال صورتنا امام انفسنا اكثر ،طريق مدينتي من الجهة الغربية تصافح الاف الدونمات المصادرة من اهلي سلفيت ومردة وكفل حارس وحارس وياسوف تلك المنطقة الجميلة هبة اسلوا والمنظومات المتهاوية لارائيل هذه المستوطنة التي تقبع على صدور الفلسطينيين منذ ما يزيد عن ثلاثين عام ، من يتذكر لا احد يتذكر فالحياة في سلفيت المدينة عادية والأجواء صاخبة والاعتياد على ارائيل كشف قبح الفكرة ، كيف لا وأنت تودع على مشارف المدخل الغربي ترسانة عسكرية اسرائيلية لتحتضن على بعد امتار من الترسانة نقطة لأمن فلسطيني اوجدته  اسلو بين بداية المدخل ونهايته عسكر وامن واحتياطات امنية تذكرك دوما انك تعيش احتلالان. 

سمر عزريل 
10 /5 /2013 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق