الثلاثاء، 29 يناير 2013

صمت يتحاشى المحظور


على وتر من وهم انسكاب المحظور على الصمت حتى يصدح بالحقيقة ترى الاشياء قبيحة وعلى نفس ذلك الوتر تصبوا الاشياء تنعزل عن الاشياء الاخرى فتخسر رهان تافه او وعد قد قطعته مع نفسك ... تتلاشى النتوءات بين ما يمكن ان تحققه وما لا يمكن ويصبح كل شيء مستحيل ... ان تكون قدريا في عالمنا المحيط هي حالة من التأديب الخالص المستمر في اطار الجلد المعرفي الممارس علينا من قبل الشرطي الوزارة رئيس الجامعة استاذ الجامعة معلم المدرسة حتى برامج الدفع المسبق في الهواتف الخليوية وتتجلى هناك عندما تنحصر قدرتك على التواصل في عقد استهلاكي يبدأ بكم تدفع للتواصل مع الاخرين من خلال الهاتف الخليوي.

تطوق المعرفة بالرأسمال والرأسمال بالجشع وهنا تتلاشى التفاصيل الجميلة حتى في اجمل مناسبات حياتك لأنك باختصار تركض خلف ظلال العيش طوال يومك وفي حلمك ايضا هل اختبرت ذلك الشعور ... لقد روضتك المطالب والقوانين غير الانسانية التي تصر على نقلك من حالتك الانسانية التي تعبر فيها عن حقك ووجودك بلا زيف او تنميق الى حالة من الانسانية المهذبة التي تبدأ خلالها بخسارة نفسك تدريجيا فتعود نفسك على سياسة الدفع المسبق المستحق وأنت راض بلا تفكير لا يقف الامر على الفواتير والطوابع والرسوم الجامعية انت تضطر لتدفع بصمت دائما تخجل من ان تسأل لماذا هذا وذاك وخلال هذه العملية تصبح اقل وضوحا واكثر ضمورا تضمر وتضمر القضايا داخلك .

في الطريق لا ترى سوى اشباه بشر يسيرون مسرعين لا تنتظر رده عليك اذا امأت لأحدهم بالسلام تسرع والهواء يعيد لك الرد تتفرس الوجوه وكنوع من العادة تنقم اكثر فأكثر على التطور وتلعن الحظ دائما ..على العلن انت مثابر مجتهد تسعى وراء عيش كريم تحلم بكل ما يحول حياتك الى منظومة مرتبة مثل باقي المنظومات التي تراها وتفخر بها لا تعنيك الحروب وان ابتعدت عنك كيلو مترات قليلة ما يعنيك هو انت وحدك في ظل استمرار هذه النظرية تضمر اكثر وتعود وتضمر من جديد لتصبح مجرد مشاهد ومهتم بهمك اليومي ولا شيء اخر تنهكك التفاصيل فتخلد الى الراحة من خلال الموسيقى والأفلام والاستجمام في المقاهي والسفر حتى الاستجمام تدفع ضريبته ضمور اخر لأنك تنظر لنفسك وتلعنها كلما صادفت من هو سعيد بكذبته اكثر منك .

لا تعنيك كثيرا حالات الانفصام التي تراها يوميا امامك ماثلة جاثمة على شكل رمز للحياة العصرية أي حياة عصرية هذه التي ندفع ثمنها ضمائرنا وعقولنا ونركض فيها وراء ظلال طرق العيش السريعة المريحة ،لوهلة ترى احتفالات رأس السنة بهيجة في بلادنا لكنها ليست كذلك انها تقليد عبثي منذ متى يحتفل الفلاحين باحتفالات رأس السنة في المطاعم على انغام الموسيقى وأضواء الشموع !!

انفصال الواقع عن الواقع في عملية تفكيك مستمرة لعادتنا وتقاليدنا حالة سريعة مهلكة مميتة ومحبطة في نفس الوقت حتى ضحكاتنا باهتة مصطنعة خلال ضحكنا تنكسر بعض الاحلام عندما نستحضر الماضي ونقول كنت وكنت والان صرت ،هل نسير البلد ام البلد تسيرنا هل نجيب على تساؤلاتنا ام نجيب بالإيجاب لعمليات التأديب المستمرة هل ننتصر لواقع يشبهنا ام نترك للواقع حرية الانتصار علينا ... ابتداء من كلمة (يا جماعة حطوا الاحزمة في شرطة) وانتهاء بجملة (مضطر عشان اعيش) انت تروض نفسك لتصبح نموذج لمواطن يخشى سياسات الدفع المسبق ويخشى الضرائب اكثر من تساؤله لماذا ادفع ولمن ادفع ،انت تخشى الواقع ولا تحاول ان تفكك أي مسمار فيه تقودك احلامك نحو الحلم بحياة الزراعة فيها عيب وانتقاص من مكانتك الاجتماعية وكلمة فلاح تخجلك وكلمة تقليدي تصيبك بالعصبية.



29 /1 /2013 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق