الاثنين، 31 ديسمبر 2012

موت حر ام حياة هزيلة !!!!



عزيزتي علا

حينما صغر الوطن فينا وابتعد ،خطبت بنا تلك الالسنة ابشع الخطب فتعرى الواقع وافصح عن هشاشته وعلى هامش من كل هذا وصل الوقت الى معركته الاخيرة معنا وعلينا ولنا... أي تصوف هذا !!!
وهنا عج الواقع الهامشي  بالأحداث فتكررت كلماتي حينما لم تتجاوز المائة ،وعدت ارتب النص اكثر لعلي اجد ما اكتبه عن تلك الاحداث ،ومن اين سأبدأ...
لا تعنيني تلك الاستقبالات كما انها لا تعني شخص فقير يبحث في بقايا ما يسمى ب"بلد "عن لقمة خبز لصغاره الاربعة او لربما عددهم اكثر ماذا منحته الحياة وطن كلما كبر في داخله حجبته عنه فكرة البقاء وان تصالح مع الموت فهل ستزول تلك المنصة وهل ستعود الشجرة اليابسة امام "المقاطعة"للاخضرار ،عج دماغه بالتفاصيل بين ما يرويه يومه بوجعه وبين وجعه المتجذر فانحنى للريح وتقوقع وعلى عجلة من التلاشي انتفض فكتب بلسان روحه....
عمليات تجميل رام الله المستمرة اولها كان شارع الحسبة في زحف رام الله المتواصل نحو الحداثة واستغراب البلد كان الثمن قوت تلك القرويات اللواتي اصر فكر النخبة غير الخاضع للتطويع الغربي او أي عمليات الاستشراق او سحق الاصالة ان يحمي الذوق العام للمواطنين والمواطنات الفلسطينيين من شواذ تلك الصورة فبقدونس الحجة ام سعيد وعنب الحاجة ام محمد يعرض البلد لأقوى انواع خيبات الامل الحضاري.
وعلى الجانب الاخر من المفارقة تكمن صورة لغزة لا نتعرف عليها ولا هي تتعرف على نفسها  غزة مدينة الاستقبالات وحدث ولا حرج عن الزيارات والوفود بلد تهون لحمد وموزة وأنطوان زهرة وتعز على رمضان شلح ونحن لسنا ابدا في قعر البئر المظلم نحن على السطح نستمتع بأشعة الشمس وفيتامين دال ورعاة "المقاومة والمتحدثين باسمها"اه يا شبح بيروت تتكرر !!!
وننجح في صنع الابطال ونخفق في احترم انفسنا وفي تقدير ابطال خلف المسرح وهل لمنتج النصر الحقيقي من اية حق علينا على سطر الحكاية الاولى نتناسى عن قصد ومع سبق الاصرار الاضراب يمر ساكنا وقورا بلا تصفيق فلغة الجوع لغة فظة لا تتناسب مع سياق حياتنا الباريسية الفارهة في مدن وقرى غزة والضفة ادام الله لكم عز التوكيلات لأحدث واشهر المطاعم العالمية.
و كأي معادلة رياضية غزة "عاصمة الاستقبالات"ورام الله "عاصمة المؤتمرات وهنا لا خاسر اكثر من الوطن والحرب التي عادت الينا لترسخ فكرة الوطن اجتثها اؤلئك اصحاب الطلعات الكلامية والجولات التبريرية والصولات التصارحية مع الشعب ماذا كسبنا دولة وهدنة وشارع حسبة مُعَبد !!!! ماذا خسرنا وطن وغضب وحياة والموت شهداء وهل هناك امر من هذه المعادلة.
يا اعزائي لا تلمون موظف ارهقه وهم الدولة وعجرفة الساسة وأصبح همه قوت يومه لا تلموا الفقراء لا تلموا إلا انفسكم انتم اللذين ترزحون بين 20 -45 انتم من قرر معادة "المقاطعة" وتقزيم حجم المهزلة الى هذا الحد في حين  ان العدو الحقيقي هو على بعد كيلو ميترات من المقاطعة انتم من قرر ان تتقاضوا  اجوركم بالدولار واليورو انتم من قرر  ان يتظاهر نهارا ويكتب مشاريع مشروطة في الليل انتم من قرر ان يمارس الجدل من اجل الجدل ولا يمارس عمل بوصلته الوطن واختصرتم الوطن بأرخص كلمات المعجم وتماشيتم مع لغة السوق البادئة في بيرزيت والمنتهية في روابي... ان تلعن الوضع المزري اسهل الف مرة من ان تتصالح مع الموت الذي يقود الى حياة 
البلاد بأكملها.... 
وعلى هامش ذلك اقول لكم البقاء لله في فلسطين في قلوبكم ...
.... لكنها في قلبي نضرة رغما عن بطالتي وجمودي وقوقعتي لانها هي التي اعتاد على الموت لاجلها  

31 /12 /2012 

هناك 3 تعليقات:

  1. وكأننا بحاجة إلى من يذكرنا في كل صباح بأننا نعيش في وطن محتل من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب ... لم نفقد الأرض وحسب وإنما فقدنا أنفسنا، أرواحنا ، والكثير مما كان يشكل هويتنا الادمية ...

    ردحذف
  2. واقع صلب كالريح الباردة التي تجتث الاحلام

    ردحذف